زهرة
كانت كأجمل ما يصف أرباب البيان والشعراء ، تغارمنها الطيور والأزهار على غير إفساد لما بينهما من علاقة الود والمحبة .
كم عطرت أنفاسها الأجواء حيثما حلت أو توجهت . هي شاردة في عالمها لا تكاد تشعر بما حولها من ضجيج الحياة غير أن كل شيء يشعر بها ويتمنى وصالها .
مضت في أحلامها تبني في خيالها عوالم الألوان والفرحة والجمال والرقة والحنان والشجن...
كم تمناها الطامحون والطامعون غير أن جمال عينيها جعلها كأعلى نجم في السماء نتطلع إليه ونتمنى ، ولكن كيف السبيل ...
ساقها القدر إليه وإعجاب أهلها بوجاهة وظيفته استشرافا لمستقبل زاهر علَّه يلوح لهما فينعمان ...
... انسلت من أحلامها وألجمت عنانها لتستوعب الحياة ... فرحت كمثيلاتها يوم يرتدين ذلك الثوب القمري ، لكن غُلالة من الغموض وشَّحت تلك الفرحة كغمامة جثمت على أشعة شمس ذهبية حالت دون انطلاقها فهل تراها تختنق ؟ !
حتى كأن الناظر إليها لا يدري أراغبة هي أم راغمة !!
و تم اللقاء ، تساءلت هل هذا اللقاء جزء من عالمها الوردي التي لونته بلون روحها ...
إنه غريب عن عالمها . خيمت الغربة على مشاعرها ...فعادت شاردة لكن شتان بين الشرودين ...
لكن تيار الزمن لا يعرف الرجوع للوراء . وهكذا ينقضي عمر الزهور بعدما يشيع البهجة في الحياة ، وكأن قدره أن يسعد الآخرين وهو يذوي ...